أجرى علماء الأحياء من المملكة المتحدة وماليزيا عمليات محاكاة حاسوبية لقابلية حيوانات مختلفة للإصابة بفايروس كورونا المستجد، واكتشفوا أياً منها يمكن أن يصاب بمرض «كوفيد-19».
وتتوافق نتائج العلماء إلى حد كبير مع التجارب المعملية التي أجريت على الحيوانات الحية، وكذلك مع حالات العدوى المبلغ عنها.
ووجدوا أن الطيور والأسماك والزواحف ليست معرضة لخطر العدوى، ويمكن أن تصاب معظم الثدييات، إذ لوحظت حالات إصابة القطط والكلاب والمنك والأسود والنمور. وتم تأكيد إمكانية إصابة القوارض وقرود المكاك في سياق الدراسات المعملية.
ودرس الباحثون وفقا لـ«سبوتنبك» كيف يتفاعل بروتين ارتفاع فايروس SARS-CoV-2 في الثدييات المختلفة مع بروتين ACE2، الذي يدخل من خلاله إلى الخلايا. حتى الآن، هذه هي الآلية الوحيدة المعروفة للعدوى، على رغم من أن المؤلفين لا يستبعدون أنها قد تكون مختلفة في بعض الحيوانات.
وتم إجراء عمليات محاكاة حاسوبية لـ215 نوعا. وبحث العلماء لمعرفة ما إذا كانت الطفرات في بروتين ACE2 ستقوي أو تضعف الرابطة بين البروتين الفايروسي والبروتين المضيف. وأظهرت النتائج أن 26 نوعا من الثدييات على اتصال منتظم مع البشر قد تكون عرضة للإصابة. على وجه الخصوص الأغنام، وكذلك جميع القردة (الشمبانزي والغوريلا والبونوبو) ترتبط بروتيناتها بقوة لا تقل عن تلك الموجودة في البشر. صحيح أن المؤلفين لاحظوا أن حالات الإصابة بين الأغنام لم تُلاحظ بعد، لكن لم يتم إجراء الاختبارات بعد.
وقالت مديرة البحث، الذي نشر في مجلة Scientific Reports كريستين أورينغو في بيان صحفي من كلية لندن الجامعية: «أردنا أن نتجاوز الأنواع التي خضعت للدراسة التجريبية لمعرفة الحيوانات التي قد تكون معرضة لخطر العدوى وتتطلب مزيدا من البحث والمراقبة. بعض الحيوانات التي حددناها هي أنواع محمية أو صناعية. يمكن أن تصبح الأخيرة مستودعا للفايروس، مع خطر الإصابة مرة أخرى في البشر، كما هو الحال في مزارع المنك».
وأجرى الباحثون تحليلات هيكلية مفصلة وحددوا العتبات لخطر الإصابة لمختلف أنواع الحيوانات.
وأضافت: «إن تفاصيل العدوى وشدة الاستجابة أكثر تعقيدا من مجرد تفاعل بروتين الفايروس مع ACE2، لذلك نحن نبحث في التفاعلات التي تتضمن بروتينات أخرى».
ويشير مؤلف المقال سو دات لام من جامعة ماليزيا الوطنية: «على عكس التجارب المعملية، يمكن إجراء تحليل الكمبيوتر الذي قمنا بتطويره تلقائيا. لذلك، يمكن تطبيق هذه الطريقة على حالات تفشي العدوى الفايروسية الأخرى، التي، للأسف، أصبحت أكثر تكرارا بسبب الغزو البشري للبيئة الطبيعية».
ويعتقد المؤلفون أنه من أجل منع انتقال العدوى من إنسان إلى حيوان أو العكس، يجب المراقبة الجيدة، خصوصا للحيوانات الأليفة وحيوانات المزرعة، لاكتشاف الحالات مبكراً قبل أن يبدأ الوباء. من المهم أيضًا، وفقاً للعلماء، توفير تدابير النظافة عند التعامل مع الحيوانات، على غرار تلك التي يتم اتخاذها الآن بين البشر.